متى ( الفصل 17 – 14): 

يسوع يشفي صبياً فيه شيطان


14 وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى الْجَمْعِ، تَقَدَّمَ رَجُلٌ إِلَى يَسُوعَ، وَجَثَا أَمَامَهُ، 15 وَقَالَ: " يَاسَيِّدُ، ارْحَمِ ابْنِي لأَنَّهُ مُصَابٌ بِالصَّرْعِ، وَهُوَ يَتَعَذَّبُ عَذَاباً شَدِيداً. وَكَثِيراً مَا يَسْقُطُ فِي النَّارِ أَوْ فِي الْمَاءِ. 16 وَقَدْ أَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَشْفُوهُ". 17 فَأَجَابَ يَسُوعُ قَائِلاً: "أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ وَالأَعْوَجُ، إِلَى مَتَى أَبْقَى مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ أَحْضِرُوهُ إِلَيَّ هُنَا!" 18 وَزَجَرَ يَسُوعُ الشَّيْطَانَ، فَخَرَجَ مِنَ الصَّبِيِّ، وَشُفِيَ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19 ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَسَأَلُوهُ: " لِمَاذَا عَجَزْنَا نَحْنُ أَنْ نَطْرُدَ الشَّيْطَانَ؟" 20 أَجَابَهُمْ: «لِقِلَّةِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ بِزْرَةِ خَرْدَلٍ، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ، فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَسْتَحِيلُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ. 21 أَمَّا هَذَا النَّوْعُ مِنَ الشَّيَاطِينِ، فَلاَ يُطْرَدُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ" . :


أعاجيب السيد المسيح لا تحصى ولا تُعـد , وهو كل مرة يحاول أن يُقربـنـا أكثر فأكثر إلى ملكوت الله, لم تكن هذه الاعجوبة صعبة على المسيح فمن يُقيم الموتى يُشفي الصرع بكُلِ سهولة.


ولما تقدم التلاميذ ليسـألوه لماذا هم لو يتمكنـوا أن يُخرجوا الشيطان ويُشفوا المريض أشار لهم إلى نقطة الضعفِ عـندهم ألا وهي قـلة إيمانهم , فالمؤمن يستطع كل شيْ إِن اتكل على الله اولا وطلب منهُ العمل لإتمامِ الاعجوبة, فلا قوةََ في أي مؤمن ليعملَ أي شيْ من ذاتـهِ.


وقد قال السيد في اماكن اخرى : كل ما تطلبونهُ بإيمانِِ تحصلونَ عـليهِ, وهنـا أيضـاََ يقول للتلاميذ لو كان لكم ايمان قدر حبة الخردل الصغيرة تستطيعـون أن تنقلوا الجبال فكـل شيْ ممكن للمؤمن. ونرى المسيح قبل كل اعجوبة يسأل المريض أتؤمن لان كل شيْ مستطاع للمؤمن, ونرى غالبية من شفاهم المسيح يقولون أعـنـا قلةِ إيمانـنـا , نعم البشر قليلوا الإيمـان ولا يؤمنون إلا إذا تمت الاعاجيب امام اعـينهـم , ولذا قال المسيح لتوما بعد قيامتهِ " طوبى لمن يؤمن ولم يرى" فهذا هـو الايمان المطلق بالله وبوجودهِ وبقوتهِ , وعندئذِِ ما عـلى المؤمـن إلا أن يطلب فيُجـاب طلبه.


وليكـن سلام المسيح في قلوبكم لينور قلوبكم وعقولكم وليُـجدد ويقوي إيمـانكم.

 

10 / 09/ 2005 



"إرجع إلى ألبـدايـة"